فضاء 'من المنتج إلى المستهلك'..هل التجربة فاشلة؟

فضاء 'من المنتج إلى المستهلك'..هل التجربة فاشلة؟
تتواصل إلى اليوم السبت 11 ماي 2019، الانتقادات لتجربة فضاءات من المنتج إلى المستهلك التي يتم تركيزها عند كل شهر رمضان بمختلف مناطق الجمهورية، خصوصا وأن هذه الفضاءات لا تختلف عن نقاط البيع الأخرى والمحلات العادية بل أن تلك الفضاءات تفتقد لمواد استهلاكية اساسية ما يدعو إلى اعادة النظر في تلك الفضاءات.

في مدينة طبربة (منوبة) مثلا، وبعد مرور خمسة أيام على بداية شهر رمضان وافتتاح فضاء البيع من المنتج الى المستهلك، لم تحقق البادرة النجاعة المرجوة، وكان العزوف مصيرها من قبل الفلاحين، واقتصر المشاركون فيها على اقل من 5 منتصبين وسط استياء شديد من المتساكنين.

اقتصرت المشاركة إلى حدود أول امس الخميس (اليوم الرابع من شهر رمضان)، على بائع خضر بأسعار عادية (ليست تفاضلية) تراوحت بين دينار للفلفل والبطاطاّ، ودينارين اثنين للطماطم، ونقطة بيع زيت زيتون بسعر 40 دينارا الخمسة لترات ثم نقطة بيع توابل ومستلزمات تقليدية للحرفيات.

وتزامنا مع السوق الأسبوعي بوسط المدينة يوم الجمعة، تضاعف العدد ببائع خضر ورقية وبنقطة بيع لحوم موردة وبائع تمر، لتظل المشاركة ضعيفة مع غياب كلي للفلاحين وبشكل لافت، وهو ما أثر على محدودية دور النقطة في توفير منتجات فلاحية طازجة بأسعار مناسبة بهدف الضغط على الأسعار والضرب على أيادي المحتكرين ومراعاة القدرة الشرائية للمستهلك، حيث غابت في الفضاء الغلال والأسماك والاجبان والالبان والموالح، ولم يتوفر العرض اللازم من الخضر ولا الاسعار التفاضلية. 

ولئن استبشر المواطنون بتركيز نقطة لبيع الزيت المدعم انطلقت الثلاثاء بالفضاء بتوفير 240 لترا ثم الاربعاء بتوفير 480 لترا، فان ايقاف التزود بها بقرار من بلدية المكان فاجأ الجميع واثار الاستياء خاصة الذين اصطفوا لساعات في انتظار وصول الزيت.

وأكد رئيس بلدية طبربة كثير البيتري في الاطار انه "طلب من مصالح الادارة الجهوية للتجارة ايقاف التزويد بالزيت المدعم وتوجيه الكميات المبرمجة إلى المزودين لتوزيعها نظرا لغياب تامين النقطة في خضم الفوضى والتزاحم، فضلا عن عدم توفير مشرفين على النقطة للقيام بالتوزيع، وهو ما خلق اشكاليات لم يقع تجاوزها مع اللجوء الى ممثلين من مجتمع المدني للقيام بتلك المهمة".

وأضاف أنه "امام الصعوبات الكبرى والاشكاليات ومارافق ذلك من فوضى ومظهر لاحضاري في عملية التوزيع، تقرر ايقاف العملية الى حين إيجاد طريقة توزيع على المحلات او توفير اعوان بطريقة منظمة عبر وصولات تضع حدا للفوضى".

واكدت رئيسة المكتب الجهوي لمنظمة الدفاع عن المستهلك سميرة الخياري التي ادت زيارة الى الفضاء الاربعاء المنقضي ان نقطة بيع الزيت المدعم داخل الفضاء "لم يكن صائبا، وكان من الافضل تزويد المحلات التجارية ومراقبة توزيعهم للكميات، مع وضع حد لسلوكيات بعض المزودين ببيعهم الزيت بالمحاباة تصل احيانا خارج مرجع النظر وفي ولايات مجاورة ولمحلات مختصة في صنع الحلويات وباسعار مرتفعة"، واضافت ان "فضاء من المنتج للمستهلك وامام عزوف الفلاحين عن الانتصاب فيه لم يقم بدوره". 

من جهته، اعتبر رئيس الاتحاد الجهوي الفلاحين بمنوبة فخري ترجمان ان الفلاحين "رفضوا الانتصاب بالنقطة المذكورة لعدم الجدوى، خاصة ان المنطقة فلاحية بامتياز، ولا يوجد فرق بين اسعار فضاء من المنتج للمستهلك وأسعار السوق الأسبوعي بها المنتصب يومي الخميس والجمعة، فضلا عن توفر المنتوجات بها وباسعار معقولة قريبا من الضيعات وعلى قارعة الطرقات وفي الأسواق القريبة التي يتزود منها الاهالي وهي الجديدة (السبت والاحد) ثم السعيدة (الاربعاء والخميس)".

وأشار إلى أنه ابدى رأيه قبل التركيز لتلك الاعتبارات وتمسك "بضرورة توفير نقطة بمدينة منوبة وتحديدا بمركز الولاية التي تشهد الاسعار فيها ارتفاعا مقارنة ببقية المعتمديات وقد شهدت تركيز نقاط في السنوات الفارطة".

وأضاف بأن فلاحي الجهة "لن يشاركوا لاحقا في آية مبادرة مماثلة ما لم تتوفر الشروط الملائمة للانتصاب بتوفير مكان تتوفر فيه كافة الضروريات من ماء وكهرباء ودورة مياه وغيرها"، واشار الى "ان الدولة استثمرت ما قيمته 100 الف دينار سنة 2012 لتهيئة فضاء سبرولس المحاذي لـ'جابية زروق' كنقطة بيع من المنتج للمستهلك لكنه لم يتم تمكين الفلاحين من استغلاله".