العلماء يتفقون على ''تقاعد'' الكيلوغرام بتعريفه الحالي

العلماء يتفقون على ''تقاعد'' الكيلوغرام بتعريفه الحالي

يستعد تجمع عالمي للعلماء في مدينة فرساي الفرنسية، لإطلاق تعريف جديد لقيمة الكيلوغرام.


ومنذ 129 عاما، أي منذ عام 1889، يعرّف الكيلوغرام بأنه كتلة لامعة من البلاتينيوم-إريديوم محفوظة في وعاء زجاجي خاص بمقر المكتب الدولي للأوزان والمقاييس في ضاحية سيفر بباريس، وتعرف بالنموذج الأساسي الدولي للكيلوغرام.

وتحمل الأسطوانة اسم "النسخة الأولية الدولية للكيلوغرام وهي تخضع لحراسة مشددة، إذ يتعين حضور المسؤولون الثلاثة الذين يحملون المفاتيح، عند فتح الخزانة التي توجد بها الأسطوانة

و اتفق العلماء، أول أمس الجمعة 16 نوفمبر 2018، على إعادة تعريف قيمة الكيلوغرام، في قرار وصفوه بالتاريخي، ورجحوا أن يزيد من دقة المقاييس العلمية.

واتفقت الدول الأعضاء في المكتب الدولي للأوزان والمقاييس، وعددها نحو 60 دولة، بعد اجتماع دام أسبوعا كاملا في قصر فرساي في باريس، على إعادة تعريف الكيلوغرام على أساس قيمة ضئيلة، لكنها لا تتغير وتسمى "ثابت بلانك" وتم التصويت لتحديث تعريفات الأمبير (وحدة قياس التيار الكهربائي) والكلفن (إحدى وحدات قياس الديناميكا الحرارية) والمول (وحدة قياس كمية المادة).

الجدير بالذكر، أنّ كافة مقاييس الكتلة الحديثة تستمد من الكيلوغرام، سواء كانت ميكروغرامات الأدوية أو تراب الذهب أو كيلوغرامات الفاكهة أو السمك أو أطنان الصلب.

ويعود اتخاذ هذا القرار إلى أن وزن النموذج يتغير بصورة دائمة، فحتى داخل جراره الزجاجية الثلاث يلتقط النموذج جزئيات دقيقة من الأتربة ويتأثر بالغلاف الجوي. وأحيانا يحتاج إلى تنظيف وهو ما يمكن أن يؤثر على كتلته.

وتحدث هذه التغييرات تأثير ملحوظ، فإذا فقد النموذج جزءا من كتلته فسيزيد وزن الذرات من الناحية النظرية، في حين ينبغي أن يزن الكيلوغرام كيلوغراما على الدوام.


واعتبر خبراء أن إعادة تعريف الكيلوغرام تمثل أهم إعادة تعريف لإحدى وحدات القياس، منذ أعيد حساب الثانية في عام 1967، وهو قرار ساعد في تيسير الاتصال عبر العالم من خلال تقنيات مثل نظام تحديد المواقع العالمي والإنترنت.
ومن المبرمج أن يبدأ العمل بالتعريفات الجديدة، التي وافق عليها المكتب الدولي للأوزان والمقاييس، يوم 20 ماي من العام القادم.