عرض مسرحية 'جويف' خلال أيام قرطاج المسرحية

عرض مسرحية 'جويف' خلال أيام قرطاج المسرحية

تمتد جذور الطائفة اليهودية في تونس على تاريخ طويل يشهد على أن هذه الطائفة نسجت أسلوب تعايش واندماج داخل مجتمع يضم أغلبية مسلمة، مسألة التموقع والانتماء المجتمعي لهذه الفئة بعد أحداث 14 جانفي 2011، وذلك مثل فكرة مسرحية "جويف" للمخرج حمادي الوهايبي التي قدمها اليوم الأحد بقاعة الفن الرابع بالعاصمة في إطار المسابقة الرسمية للدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية.


ومن خلال تباين المواقف والرؤى بين شخصيات العمل حول مدى انسجام يهود تونس مع المجتمع وانتمائهم إلى هذا الوطن، يتصاعد المسار الدراماتورجي للمسرحية ليغوص عبر حوارات مباشرة وصريحة في تفاصيل وجه من وجوه السوسيولوجيا الطائفية، ويبدو أن الممثلين قد تابعوا تدريبات وتمارين في إتقان اللهجة اليهودية من خلال تمكنهم من تجسيد التعبيرات والانفعالات أثناء النقاش والاختلاف على طريقة اليهود من حيث الحركة والتحدث ببعض الكلمات العبرية المتداولة في المجتمع اليهودي.

مخرج هذا العمل أشار بطريقة مباشرة ودون تشفير إلى العلاقة القائمة بين المسلمين واليهود في تونس، وهي علاقة "متوترة" وفق أحداث المسرحية، يحمّل فيها المخرج المسؤولية في ذلك للمتطرفين في الديانتين.

ويحيّي العمل في المقابل، الأغلبية المسلمة التي تجمعها علاقة وطيدة بالأقلية اليهودية التي تمسكت بالبقاء في تونس رغم المضايقات الشاذة التي تتعرّض لها. وينتقد العمل بشدة الدعوات الإسرائيلية للتونسيين الذين يعتنقون الديانة اليهودية للهجرة إليها.

كما نجح المخرج نسبيا في فتح ملف الأقلية اليهودية في تونس، رغم حساسية الملف، فتناوله بأسلوب عقلاني ورصين، دون المس من مشاعر المسلمين ومن مقدساتهم.

مسرحية "جويف" هي عمل من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان، أدى أحداثه على امتداد 90 دقيقة، الممثلون حسام الغريبي وفاتحة المهداوي وفاتن بلحاج عمر ومحمد السايح عويشاوي ويسر عياد وهيبة العبيدي.
وتجدر الإشارة إلى أن 11 عملا مسرحيا يتنافس على جوائز المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية 2018، منها 7 أعمال عربية وعملين من إفريقيا.

ويمثل تونس في هذه المسابقة، إلى جانب مسرحية "جويف"، العمل المسرحي "ذاكرة قصيرة" لوحيد العجمي.