الباحث في علم الاجتماع مُعاذ بن نصير: 'قطاع يتآكل كل يوم صُلب وزارة التربية'

الباحث في علم الاجتماع مُعاذ بن نصير: 'قطاع يتآكل كل يوم صُلب وزارة التربية'

صرّح الباحث في علم الإجتماع معاذ بن نصير لموقع نسمة اليوم الجمعة 9 مارس 2018، أن الحلقة المهمة داخل المعاهد التونسيّة ،أصبحت اليوم تعيش حالة من التهميش و الإقصاء التام ، إلا و هو "القيّم" .


وأضاف الباحث أنه تاريخيا كان هذا الموظف هو من يقوم بدور الإحاطة و المرافقة و إكتشاف الحالات الإجتماعية من التلاميذ و هو حلقة الوصل بين الناشئة و الإدارة ،و يعتبر القيم هو المشرف الأول عن أبنائنا و الأقرب لهم و المثال الجيد للتلاميذ. اليوم تغيرت هذه المفاهيم ليتراجع هذا الجندي من الصفوف الأمامية و ليأخذ مكانه الفراغ الممنهج ، يتمّ إرهاقه بحوالي 36 ساعة عمل أسبوعيا ، مقسمة بين القسم الخارجي و الداخلي في العديد من المعاهد و قد تصل إلى أكثر من 42 ساعة في بعض الحالات .

وتابع قائلا 'ظروف عمل قاسية ، إنهاك بدني و نفسي كبيرين. كما لا ننسى مؤشر الخطر المرتفع هذه الأيام خاصة بوجود ظاهرة حرق المبيتات ، فأبناؤنا هم العرضة الأولى للحرق و على المشرف عليهم حمايتهم و قد يتعرض هو الآخر للكارثة كما حصل للقيم الذي إحترق في إنقاذه لتلاميذ إحدى المبيتات. إضافة إلى ذلك هنالك إنقاص لصورته التربوية و جعله "مجرّد حارس أو شرطيّ" مُكبّلين صلاحياته التربوية و التأطيرية ، و هذا مما برر تنامي عدة ظواهر إجتماعية سلبية لدى التلاميذ. فالنهوض بالناشئة يبدأ أساسا بتفعيل و إرجاع هيبة ذلك المثال الجيد (القيم) في تصوّر و مخيلة أبنائنا داخل المعاهد ، فعلى سلط الإشراف الوعي ضرورة بأن إصلاح المنظومة التربية و التعليمية بتونس يمر عبر تحسين ظروف عمل القيم المهنية والنفسية و الإجتماعية و الماديّة'.